العلاقات التركية الأمريكية.. لماذا واشنطن مستاءة لهذه الدرجة؟
العلاقات التركية الأمريكية.. لماذا واشنطن مستاءة لهذه الدرجة؟
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العلاقات التركية الأمريكية بأنها تسير ببداية غير جيدة مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية مستاءة لدرجة أنها استبعدت تركيا من برنامج مقاتلات “إف-35”.
وأوضح أردوغان أن واشنطن تدعم منظمة بي كا كا الإرهابية ومنظمة غولن الإرهابية بل وتسعى إلى الإطاحة بالحكومة من خلال التعاون مع المعارضة.
ورجح خبراء أن استياء واشنطن يأتي بسبب فرض تركيا سياستها الخارجية الخاصة وحماية مصالحها الوطنية وحماية المضطهدين في العالم.
وأكد الخبراء أن تركيا تتبع سياسات مستقلة في سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط، ولا تتردد في القيام بعمليات عسكرية ودفع الثمن لحماية مصالحها.
إرادة الشعب أثارت غضب واشنطن
وفي سياق متصل، باءت محاولة الانقلاب 15 تموز/يوليو، التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية بيد صبيانها من منظمة غولن الإرهابية، بالفشل بفضل الإرادة السياسية القوية والاحتجاجات الشعبية العارمة التي أجبرت الانقلابيين على الاستسلام.
وأفاد الخبراء أن حادثة الانقلاب الفاشلة في 15 تموز/يوليو أثارت غضب الولايات المتحدة الأمريكية التي أطاحت بحكومات تركية سابقة في انقلابات 27 أيار/مايو و12 أذار/مارس و12 أيلول/سبتمبر و28 شباط/فبراير.
تركيا تواصل حربها ضد الإرهاب
وفي السياق ذاته، أثبتت تركيا أنها دولة ليست ضعيفة بسبب حظر الطائرات المسيّرة والمقاتلات وغيرها من عمليات حظر الأسلحة العلنية والسرية، بل واصلت حربها ضد الإرهاب وحققت نجاحات عسكرية كبيرة وطهرت داخليًا تركيا من منظمة غولن الإرهابية، حسبما أشار خبراء.
وعندما رفضت الولايات المتحدة الأمريكية بيع صواريخ باتريوت قامت تركيا بالاتصال بالصين من أجل نظام الدفاع الجوي لتشتري أخيرًا من روسيا منظومة “إس 400” بالرغم من كل التهديدات والابتزازات.
تركيا المدافع العالمي عن القضية الفلسطينية
وعلى صعيد متصل، أكد الخبراء أن تركيا لم تعد إلى جانب إسرائيل، القوة المحتلة في الشرق الأوسط، بل باتت المدافع العالمي عن القضية الفلسطينية والقدس حيث قامت تركيا بالرد بشدة على قرار الولايات المتحدة الأمريكية بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل مما أثار استياء واشنطن حسب الخبراء
تركيا تناضل من أجل الوطن الأزرق
وفي سياق متصل، اتخذت تركيا سياسات مستقلة في مجال الطاقة، كما تقوم ببناء محطة للطاقة النووية، مع التركيز على تنوع الموارد في مجال الطاقة.
و مع تغير ميزان القوى في العالم، قامت تركيا بتطوير سياسات مستقلة مع روسيا والصين لتثبت أنها ليس محكوم عليها بالولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي فقط.
وتناضل تركيا من أجل استراتيجية “الوطن الأزرق” وتؤكد دائمًا على موقفها الثابت من القضية القبرصية، حيث تثير هذه القضايا استياء واشنطن حسب ما أشار خبراء
اللصوصية الحديثة
من جانب آخر، تركت الولايات المتحدة تركيا وحدها في مواجهة التهديد الإرهابي من شمال سوريا، علاوة على ذلك، رفضت واشنطن بيع أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى باتريوت لأسباب مختلفة.
وبعد أن قامت تركيا بشراء منظومة الدفاع الجوي “إس400” بعيدة المدى من روسيا، وافق الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون يتضمن التعليق المؤقت لبيع تركيا مقاتلات ” إف 35” وبموافقة الرئيس ترامب تم وقف تسليم الطائرات وواصل الرئيس بايدن هذه السياسة واستبعدت تركيا تمامًا من عقد “إف-35”.
واتهمت وزارة الخزانة الأمريكية تركيا بشراء نظام الدفاع الجوي من روسيا وفرضت عقوبات بموجب قانون “مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات”.
واشنطن مركز المؤامرات
وفي سياق متصل، قامت المؤسسات والجمعيات الأمريكية بتمويل جميع الاستفزازت الأجنبية التي تستهدف تركيا.
وبدورها دعمت مؤسسة المجتمع المفتوح، التي تدعمها الولايات المتحدة الأمريكية، أحداث حديقة “غيزي بارك”، في حين حاولت وسائل الإعلام الأمريكية إثارة الاستفزازات.
وأيدت الولايات المتحدة الأمريكية محاولة الانقلاب على الحكومة الشرعية، التي قام بها عناصر منظمة غولن الإرهابية المتغلغلين في الجهاز الأمني والقضائي خلال الفترة بين 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
ودعمت واشنطن مؤامرة “شاحنات المخابرات التركية” التي نفذتها منظمة غولن الإرهابية لجعل تركيا بلدًا يدعم الإرهاب في المجتمع الدولي.
جلب الفوضى إلى كل مكان
وعلى صعيد آخر، استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية ورقة التدخلات العسكرية كأداة في سياستها الخارجية، كما شاركت واشنطن في سياسة الانقلابات بأمريكا اللاتينية وانخرطت في حروب ساخنة ضد الشيوعية خلال الحرب الباردة.
واستخدمت واشنطن في حروبها قنابل النابالم وارتكبت انتهاكات لحقوق الإنسان في فيتنام التي قُتل فيها 60 ألف جندي أمريكي.
وارتكبت بعدها واشنطن جرائم عسكرية في سوريا وأفغانستان، وتدخلت أمريكا في صراعات عديدة بحجة محاربة الإرهاب وتعزيز ما يسمى بالديمقراطية مستغلة موارد البلدان التي احتلتها من العراق إلى سوريا وأفغانستان، وشنت هجمات استهدفت المدنيين.