علي جيلاني.. علامة فارقة في النضال الكشميري
علي جيلاني.. علامة فارقة في النضال الكشميري
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
أغمض الزعيم الكشميري السيد علي جيلاني عينيه عن الدنيا، الأربعاء (الأول من سبتمبر/ أيلول الجاري)، بعد أن أفنى 91 عاماً من عمره في سبيل قضية كشمير.
وخلال مشواره السياسي دافع جيلاني عن فكرة منح سكان كشمير حق تقرير مصيره عن طريق الاستفتاء، وناضل من أجل فكرته.
وسعياً منه وراء تحقيق هدفه مارس الزعيم الكشميري السياسة في صفوف أحزاب سياسية مختلفة طيلة حياته، الأمر الذي جعل منه “شخصية رئيسة” لدى شقي كشمير (الهندي والباكستاني).
وتكريما له على نضاله وكفاحه من أجل القضية الكشميرية، قلّدت إسلام آباد جيلاني وسام “الامتياز” (أرفع وسام مدني في باكستان) وذلك تزامنا مع إحياء الذكرى السنوية الـ 73 للاستقلال.
** جامو وكشمير
ويطلق اسم “جامو وكشمير” على الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، ويضم جماعات تكافح منذ 1989، ضد ما تعتبره “احتلالا هنديا” لمناطقها.
ويطالب سكان الإقليم بالاستقلال عن الهند والانضمام إلى باكستان منذ استقلال البلدين عن بريطانيا عام 1947، واقتسام إسلام أباد ونيودلهي الإقليم ذا الأغلبية المسلمة.
وفي 5 أغسطس/ آب 2019، ألغت الحكومة الهندية المادة “370” من الدستور، والتي تكفل الحكم الذاتي في جامو وكشمير ذات الأغلبية المسلمة الوحيدة في البلاد ومن ثم تقسيمها إلى منطقتين تديرهما الحكومة الفيدرالية.
** الولادة والمنشأ
ولد جيلاني في 29 سبتمبر/ أيلول 1929 بمنطقة “بارامولا” الواقعة اليوم ضمن الأراضي الهندية، وتلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في منطقة قريبة من مسقط رأسه، إلى أن تخرّج من كلية أورينتال (Oriental College) الواقعة اليوم ضمن حدود منطقة لاهور الباكستانية.
في أربعينيات وحتى ثمانينات القرن الماضي، عمل جيلاني في المجال الصحفي إلى جانب ممارسته مهنة التعليم في إحدى المدارس الحكومية.
** الحياة السياسية
بحلول عام 1952، دخل جيلاني عالم السياسة بانتمائه إلى “الجماعة الإسلامية” في كشمير، وبدأ التطوّع في أنشطتها عام 1959 بعد استقالته من التعليم، حيث تقلّد المناصب المختلفة فيها، بما في ذلك الأمانة العامة.
وخاض جيلاني تجربة السجن لأول مرة في أغسطس/ آب 1962، عندما حكم عليه بـ 13 شهراً، ليبلغ فيما بعد إجمالي السنوات التي قضاها في السجن، أكثر من 12 عاماً.
خلال الفترة بين عامي 1972 – 1987، انتخب جيلاني نائباً عن منطقة سوبور التابعة لإقليم جامو وكشمير.
عام 1972 وإثر منعه من التحدث بالأوردية (اللغة الرسمية لإقليم كشمير) في الجلسة الأولى من البرلمان، ترك جيلاني مبنى البرلمان.
** إدارة إسلامية
لعب الزعيم الكشميري دوراً رئيساً في انطلاق المقاومة المسلحة ضد الإدارة الهندية، والتي بدأت شرارتها عقب زج جيلاني مع 3 برلمانيين آخرين في السجن، وانتشار أنباء حول وجود انتهاكات في انتخابات عام 1987.
وقاطع جيلاني الانتخابات منذ استقالته من منصبه في الجهاز القضائي بإقليم جامو كشمير عام 1989.
عام 1992 شهد انعقاد “مؤتمر الحرية لعموم الهند” والذي شارك فيه قرابة 30 حزباً سياسياً بما فيه “الجماعة الإسلامية” في جامو وكشمير، والذي مثّله في المؤتمر جيلاني.
لاحقاً وفي عام 2003، نجم عن المؤتمر ولادة فرع جديد باسم “مؤتمر الحرية لعموم الهند-G” والذي ترأسه جيلاني حتى استقالته من منصبه في يونيو/ حزيران الماضي.
وفي أغسطس 2004، أسس جيلاني حركة “حرية جامو كشمير” التي باتت لاحقاً من أبرز القوى السياسية في المنطقة.
الحركة هدفت تأسيس إدارة إسلامية في الإقليم، تؤكد أيضاً على ضرورة حل الأزمة الكشميرية وفق قرارات الأمم المتحدة.
** وفاته
جيلاني الذي كان يعاني من مشاكل صحية باستمرار، ثبتت إصابته بمرض السرطان عام 2007.
وكان جيلاني يخضع للإقامة الجبرية من قبل الحكومة الهندية، منذ عام 2010، ولا يغادر منزله سوى إلى المستشفى بغرض العلاج.
ترك الزعيم الكشميري من ورائه العديد من المؤلفات التي وصل عددها 30 كتابا.