“نازار”.. منظومة تركية لتحييد الصواريخ الموجهة

طورت شركة متكسان التركية للصناعات الدفاعية (Meteksan) منظومة مضادة للصواريخ تعمل بتقنية الليزر، يمكنها تحييد الصواريخ الموجهة المزودة بمستشعرات بصرية-إلكترونية، وكذلك المزودة بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء.
وتعرض المنظومة التي أطلق عليها اسم “نازار” لأول مرة، بمعرض إسطنبول الدولي الخامس عشر للصناعات الدفاعية İDEF، الذي انطلقت فعاليات الثلاثاء.

وفي تصريحات للأناضول قال أوزغور جانقارا المدير العام لشركة متكسان إن الصواريخ الموجهة من الجيل الثالث والرابع، المزودة بمستشعرات بصرية-إلكترونية وكذلك بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء، أصبحت تمثل تهديداً كبيراً للقواعد العسكرية والأهداف المدنية الاستراتيجية، خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف جانقارا أنه بالتوازي مع التطور الكبير في أنظمة الصواريخ في العالم، يبذل الخبراء الأتراك جهوداً كبيرة في سبيل اتخاذ التدابير التكنولوجية اللازمة للتصدي لمثل هذه الصواريخ، وأن مشروع منظومة نازار يعد من أهم الجهود المبذولة في هذا المجال.
وأشار إلى أن شركة متكسان بدأت العمل بالمشروع عام 2016 في إطار الاتفاقية التي وقعتها الشركة مع رئاسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة التركية.

** تقنيات الليزر متوفرة فقط لدى القوى العظمى

وأوضح جانقارا أن هدف منظومة نازار هو حماية القواعد والمنشآت العسكرية والمنصات المهمة للقوات البحرية من الصواريخ الموجهة المزودة بمستشعرات بصرية-إلكترونية، والمزودة بمستشعرات الأشعة تحت الحمراء.
ولفت إلى أن الدول التي يمكنها استخدام تقنيات الليزر في التسليح قليلة جداً وهي الدول التي توصف بأنها قوى عظمى، كما أن المنتجات التي تستخدم هذه التقنيات محدودة جداً ولذلك فإن مشروع نازار يحمل أهمية خاصة بالنسبة للصناعات الدفاعية التركية.
وحول آلية عمل المنظومة قال جانقارا إنه حين يتم التحقق من وجود تهديد صاروخي قادم إلى منصة أو هدف ما، تقوم المنظومة بإطلاق حزمة من أشعة الليزر بالطول الموجي المناسب نحو الصاروخ مما يؤدي لحدوث توهج ولمعان يصيبان مستشعرات الصاروخ بالعمى مما يجعل الصاروخ غير قادر على رؤية الهدف والتوجه نحوه وبالتالي يسقط الصاروخ في مكان آخر بعيداً عن الهدف.

** فاعلية عالية وتكلفة منخفضة
وذكر جانقارا أن منظومة نازار يمكنها تحييد الصواريخ المعادية على مسافات أبعد من المنظومات الأخرى المستخدمة حالياً لدى القوات المسلحة التركية، علاوة على أن مقاومة الصواريخ لها ستكون أقل نظراً لأن المنظومة تعمل بتقنية الليزر ولا تزال مقاومة الصواريخ ضد هذه التقنية ضعيفة وبالتالي ستكون منظومة نازار ذات تأثير كبير.
وأفاد أن من مميزات المنظومة أيضاً التكلفة المنخفضة، وأنها ستكون مثبتة فوق مركبة متحركة يمكن نقلها في أي وقت إلى الموقع المراد حمايته.
** حماية السفن الحربية
وأشار جانقارا إلى انتهاء المرحلة الأولى من المشروع، والمتمثلة في المنظومة البرية وإلى استمرار العمل على إتمام منظومة بحرية تُستخدم لحماية الأهداف الاستراتيجية للقوات البحرية التركية.
وتابع: “المنظومة البحرية حالياً في مرحلة اختبارات وتجارب القبول، ومن المنتظر الانتهاء منها في عضون شهور قليلة ومن ثم تسليمها بحلول نهاية العام الجاري للقوات البحرية لتثبيتها في القواعد البحرية التي ستحددها، أو فوق السفن الحربية. ونعمل على إنتاج نماذج أصغر من المنظومة يمكن استخدامها مع منصات مختلفة”.
وأردف قائلا: ” يمكن للمنظومة العمل بفاعلية ضد كل المستشعرات البصرية- الإلكترونية ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء. وعند النظر إلى أنواع التهديدات بشكل عام نرى أنه يمكن أن نجعل المنظومة قادرة على تحييد التهديدات بنسبة 80 في المئة باستخدام طولين موجيين فقط. ولذلك بدأنا العمل على تصغير المنظومة.”
وبخصوص مدى المنظومة قال جانقارا إن مدى تأثيرها يبلغ ضعف مدى المنظومات المستخدمة حالياً أي أنها يمكنها تحييد الصواريخ المعادية من مسافات أبعد بكثير من المنظومات الأخرى، وبذلك يصبح لدى تركيا “درع واقي” أفضل بكثير من الدروع الموجودة حالياً.