بعد سيطرة طالبان.. ثلاث دول تتنافس لفرض سيطرتها على أفغانستان
بعد سيطرة طالبان.. ثلاث دول تتنافس لفرض سيطرتها على أفغانستان
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
سيطرت حركة طالبان على أفغانستان، بعد ما يقرب من 20 عامًا على الإطاحة بها من قبل تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية.
وساعد انسحاب القوات الأمريكية، طالبان على التقدم بوتيرة أسرع، وهم الآن يسيطرون على جميع المدن الرئيسية، بما في ذلك العاصمة كابل.
وبعد سيطرة طالبان على البلاد، بدأت ثلاث دول في التخطيط لملأ فراغ السلطة الذي حدث في أفغانستان.
وزادت الصين وروسيا وباكستان من اتصالاتها مع طالبان على مستويات مختلفة خصوصًا في الأشهر الماضية الأخيرة.
وتكثفت هذه الاتصالات بعد أن استولت حركة طالبان على كابل في 15 آب / أغسطس، كما أن سفارات الدول الثلاث في كابل مازالت تعمل بشكل طبيعي.
وتهتم الإدارة الصينية، التي لديها استثمارات اقتصادية ضخمة في الدول المجاورة لأفغانستان في نطاق مشروع “طريق واحد جيل واحد”، بفرص الاستثمار التي ستنشأ في أفغانستان، لا سيما في المشاريع في مجال البنية التحتية والثروة المعدنية.
وفي هذا السياق، أجرى وفد من طالبان مباحثات مع الجانب الصيني في بكين في يوليو الماضي، وأعطت طالبان خلال المباحثات ضمانات أمنية خاصة للصين.
كما أصدرت وزارة الخارجية الصينية بيانًا، قالت فيه إن “تغييرات كبيرة تحدث في أفغانستان، وبكين تحترم رغبات وتفضيلات الشعب الأفغاني”.
وقد تم تقييم البيان على أنه استعداد من الصين للاعتراف بإدارة طالبان في كابل.
سياسة حذرة
وعلى صعيد متصل، تسعى روسيا لزيادة نفوذها في كابل بعد الولايات المتحدة.
وبينما تقيم إدارة موسكو رحيل الولايات المتحدة من أفغانستان بجو من الانتصار، قامت إدارة بوتين بزيادة اتصالاتها مع إدارة طالبان.
وتقوم موسكو باستخدام إستراتيجية السياسة الواقعية مع الأحداث، وتجري اتصالات دبلوماسية مع طالبان بحجة منع التهديد الإرهابي في آسيا.
وتريد موسكو الآن، والتي اضطرت إلى مغادرة أفغانستان قبل 30 عامًا، تمامًا مثل الولايات المتحدة، الحفاظ على وجودها السياسي في كابول.
لدرجة أن الممثل الروسي الخاص لأفغانستان، زامير كابولوف، تحدث عن إمكانية الاعتراف بالإدارة الجديدة في كابل “إذا تم استيفاء الشروط اللازمة”.
الاستقرار
وعلى ذات الصعيد، تشترك باكستان في حدود طويلة مع أفغانستان وتستضيف ملايين اللاجئين الأفغان، ويعتقد أنها ستكون واحدة من أكثر الفاعلين نفوذًا في كابل خلال الفترة المقبلة.
وأكدت إدارة إسلام أباد أنها ستكون راضية عن وجود إدارة قريبة منها في كابل من شأنها أن تحقق الاستقرار في البلاد.
وأضافت بأنها ترغب بعلاقات جيدة مع الجارة أفغانستان، مؤكدة على ضرورة ألا يكون الحل عسكريًا، واللجوء بدلًا من ذلك إلى الحوار.
وأفادت بأن الأولوية بالنسبة بها هو ضمان انتقال سليم وسلس للحكم دون اندلاع حرب أهلية جديدة في أفغانستان.
كما وجه وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي رسالة حذرة مفادها، أن بلاده ستعترف بحكومة طالبان الأفغانية، عندما يحين الوقت المناسب، وذلك وفق الاتفاقات الدولية والحقائق على أرض الواقع.