مسؤول تركي: اهتمام المستثمرين ببلادنا مستمر رغم “كورونا”
مسؤول تركي: اهتمام المستثمرين ببلادنا مستمر رغم “كورونا”
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال رئيس مكتب الاستثمار التابع لرئاسة الجمهورية التركية، أحمد بوراك داغلي أوغلو، إن اهتمام المستثمرين الدوليين بتركيا مستمر رغم جائحة “كورونا”، معربا عن تفاؤله بتحقيق الاقتصاد “نموا كبيرا جدا”.
وخلال لقاء متلفز على قناة “الجزيرة مباشر”، أذيع الأحد، أضاف “داغلي أوغلو” أنه “بعد أزمة كورونا سيكون هناك نموا كبيرا جدًا في الاقتصاد التركي”.
وتابع: “كان هناك تراجعا في الاستثمارات العالمية بنسبة 35 بالمئة، لكنها تراجعت في تركيا بنسبه 15 بالمئة تقريبًا نتيجة أزمة كورونا، وعند مقارنتها مع الدول الأخرى في العالم كانت تركيا أفضل بكثير من هذه الدول”.
وحول الاستثمار مع دول الخليج، قال إن “هناك نحو 13 مليار دولار استثمارات في تركيا من دول الخليج، وهي من الدول المهمة في الاستثمار في تركيا، وهناك الكثير من المؤشرات الجيدة على نمو الاستثمار في الفترة القادمة”.
** تركيا بلد جاذب للاستثمار
وردًا على سؤال حول أسباب تفضيل المستثمرين لتركيا عن دول أخرى، أجاب “داغلي أوغلو” بأن “تركيا بها 85 مليون نسمة، وهناك بنية تحتية قوية، وهناك العديد من الخدمات الكبيرة جدًا تجذب عددًا كبيرًا من المستثمرين”.
وأردف: “هناك مثلًا استثمارات القطاع السياحي وتركيا من أقوى الدول السياحية وضمن أول 5 دول في العالم، وهي دولة سياحية من الدرجة الأولى، والاستثمار في قطاع السياحة فرصة كبيرة للمستثمرين”.
واستطرد: “من الناحية التجارية، تركيا دولة نشطة جدًا وفيها عدد كبير من الموارد البشرية. أما من الناحية الجغرافية الإستراتيجية، فتركيا لها موقع خاص والخطوط الجوية التركية لديها روابط مع العديد من الدول، ومن إسطنبول تستطيع أن تنتقل الى عدد كبير من دول العالم وأيضًا لديها طرق جيدة”.
** التجنيس بالاستثمار
وبشأن برنامج الاستثمار مقابل الجنسية الذي أعلنته أنقرة قبل سنوات، قال “داغلي أوغلو” إن “تركيا أطلقت هذا البرنامج عام 2017، وهناك عدد كبير من المستثمرين الأجانب الذين أتوا إلى تركيا نتيجة هذا البرنامج، ووصل حجم الاستثمار العقاري إلى 25% من إجمالي الاستثمارات، وهو برنامج ناجح وأصبح يلفت انتباه كثير من المستثمرين”.
وأضاف: “بشكل عام الذين حصلوا على الجنسية كانوا من دول الشرق الأوسط والدول الأوربية وأذربيجان والصين وغيرها من الدول الآسيوية”.
وعن طبيعة هذا البرنامج، أوضح أن “الجمهورية التركية تمنح الجنسية للأجانب الذين يقومون باستثمار عقاري قدره 250 ألف دولار، أو استثمار تجاري/شراء شركة برأس مال قدره 500 ألف دولار، أو إيداع مبلغ 500 ألف دولار في أدوات استثمار الدولة أو بنوك الدولة العاملة في تركيا بشرط ألا يسحب هذا المبلغ لمدة 3 سنوات، أيضًا توظيف 50 شخصًا يعتبر معيارًا للحصول على الجنسية التركية”.
** تطور إيجابي مع مصر
وبخصوص العلاقات التجارية بين أنقرة والقاهرة، قال “داغلي أوغلو” إنها تسير بشكل مستمر من دون انقطاع، خلال السنوات الخمس الماضية، و”الفترة الماضية القريبة شهدت زيارات متبادلة مع مصر، وهذا شيء إيجابي”.
وأضاف أن حجم التجارة الخارجية بين البلدين بلغ 5 مليارات دولار، “ولكن بعد أزمة كورونا تراجع هذا الرقم، وإذا استقرت العلاقات السياسية أكثر، فإن هذا سيؤدي إلى زيادة التبادل التجاري”.
وفي النصف الأول من 2021، بلغت قيمة الصادرات التركية لمصر 2.08 مليار دولار، مقارنة مع 1.59 مليار دولار في 2020 على أساس سنوي، بحسب بيانات الإحصاء التركي، وهو ما يظهر عودة حركة الصادرات لنشاطها بعد “كورونا”.
** العلاقات التركية الأمريكية
وعن التوتر في العلاقات الأمريكية التركية، أوضح “داغلي أوغلو” أنه “أحيانًا يحدث تضارب في المصالح بين دولتين ويكون هناك نقاشات، ولكن عندما نضع كل شيء على الطاولة المصالح والتعاون يتغلب على كل هذه المشاكل، ونحن دائمًا نسلك هذا النهج في التعامل مع الدول”.
وتابع: “من أكثر الدول التي قامت باستثمارات مباشره مع تركيا كانت الولايات المتحدة، وهي الدولة الثانية في التبادل التجاري معنا، وهناك 22 شركة أمريكية تستثمر في البلاد”.
وأردف: “الكثير من الموضوعات السياسية مهمة، ولكن يتم تقييمها في إطار مختلف، أما الفعاليات التجارية والاقتصادية فتستمر في مسارها الصحيح”.
** سعر الليرة وأزمة كورونا
وبشأن سعر صرف الليرة التركية الذي يشهد انخفاضًا كبيرًا منذ 10 سنوات أمام الدولار الأمريكي وتأثيره على المستثمرين، قال “داغلي أوغلو”: “يجب علينا أن ننظر إلى ديناميكية التجارة الحرة والتطورات الخارجية والكثير من التطورات التي حصلت في تركيا والتي أثرت على تركيا ومنها القرارات التي اتخذها البنك المركزي الأمريكي والمصرف المركزي الإنجليزي وغيرها من دول الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف: “يجب علينا أن ننظر إلى تركيا على المدى البعيد وخصوصًا المستثمرين، المشكلة فقط في الاستثمار على المدى القصير هؤلاء هم الذين تأثروا بتذبذب سعر الليرة، لكن كل من استثمروا على المدى البعيد ربحوا في تركيا”.
وشدد على أن “الاقتصاد التركي تتم إدارته بشكل جيد، واستطاع أن يتغلب على أزمة كورونا”.
وأردف أن “كل دول العالم تأثرت بها (أزمة كورونا) اقتصاديًا، وبالنسبة لنا الأولوية هي صحة المواطنين”.
وتابع: “كان يجب علينا أن لا نوقف الأنشطة الاقتصادية، وتركيا أدارت هذه الأزمة، واستطاعت أن تتغلب على الكثير من العراقيل، واستطاعت أن تتجاوز العديد من الدول، وهناك استثمارات وصادرات ونمو”.