قدامى محاربي قبرص التركية: “عملية السلام” جلبت الحرية والعدل
قدامى محاربي قبرص التركية: “عملية السلام” جلبت الحرية والعدل
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال قدامى المحاربين ممن شاركوا في “عملية السلام” العسكرية في قبرص، والتي نفذتها القوات التركية 20 يوليو/ تمّوز 1974، أن العملية جلبت السلام والأمان والحرية للجزيرة ورفعت الظلم عن القبارصة الأتراك.
جاء ذلك في مقابلات أجراها مراسل الأناضول، مع مجموعة من أعضاء جمعية أسر شهداء وقدامى محاربي قبرص التركية، بمناسبة حلول الذكرى السنوية الـ 47 لعملية السلام.
وقال يشار كورك، رئيس الجمعية، إنه كان من المشاركين في الدفاع عن أتراك قبرص ضد الهجمات والمجازر التي ارتكبها القبارصة الروم، اعتبارًا من عام 1963 وحتى عام 1974، وهو العام الذي وصلت فيه طلائع القوات التركية للدفاع عنا.
وذكر كورك، لمراسل الأناضول، أن المجلس العسكري اليوناني القبرصي نفّذ في 15 يوليو/ تموز 1974 انقلابًا عسكريًا ما دفع أتراك الجزيرة إلى استشعار الخطر والوقوف بحالة تأهب قصوى، لأنهم كانوا مدركين بأن الانقلاب،| يمثل الخطوة الأخيرة لضم الجزيرة إلى اليونان، وهو ما كان مرفوضًا من قبلنا.
وأضاف: في 19 يوليو/ تموز من العام نفسه، قمنا بوداع عائلاتنا وخرجنا إلى المناطق الجبلية. في حوالي الساعة الرابعة صباحًا، مرت من فوقنا طائرتان تركيتان، لتنفذ عملية ضد بعض المواقع العسكرية في المنطقة. قفزنا بفرح لأننا لم نكن نتوقع أن يتدخل الجنود الأتراك بهذه السرعة. عانقنا بعضنا البعض.
وأردف: حوالي الساعة 9 صباحًا سمعنا طنينًا رهيبًا في السماء. كانت الطائرات التركية التي بدأت بإنزال المظليين على رؤوس التلال والهضاب في الجزيرة.
وأوضح كورك أن اليونانيين والقبارصة الروم لم يدخروا جهدًا لممارسة أبشع الانتهاكات ضد القبارصة الأتراك في الفترة ما بين عامي 1963 و1974، وكذلك إجبارنا على العيش في كانتونات منعزلة.
وتابع: لم نكن وقتها قادرين حتى على الذهاب إلى البحر بسبب الضغط الذي كانت تمارسه سلطات الروم ضدنا. كانت الحواجز العسكرية تقطع أوصال المدن والبلدات التركية في قبرص.
وتابع: كانت القوات الجنوبية تمارس ضدنا، مختلف أنواع الانتهاكات على تلك الحواجز. بفضل عملية السلام العسكرية تخلصنا من تلك الأيام الكئيبة. لقد كان اليوم الذي رأينا فيه طلائع الجنود الأتراك في الجزيرة يومًا تاريخيًا لنا. لولا تلك العملية لما تبقى قبرصي تركي واحد في الجزيرة.
– عانينا كثيرا من ممارسات الجانب الرومي
وقال غازي تالوغ، أحد أعضاء الجمعية، أنه ولد وترعرع في قرية طشقند التابعة لمدينة لارناكا (كبرى مدن قبرص الجنوبية)، قبل عملية 1974، وأن القرية كانت تشكل موطنًا لـ 450 تركيًا و350 روميًا (يونانيًا)، قبل 1974.
وذكر تالوغ لمراسل الأناضول، أن القبارصة الروم منعوا مواطنيهم الأتراك من التنقل بين المدن في الفترة من عام 1963 إلى عام 1974، وأن الروم بدأوا باستجواب القبارصة الأتراك عند الحواجز التي أقيمت بين مختلف المدن والقرى، مشيرًا أن العديد من أبناء المكون التركي اختفوا على تلك الحواجز.
وتابع: في الفترة من عام 1963 إلى عام 1974، عانينا كثيرًا من تسلط القبارصة الروم، الذين كانوا يهينوننا طوال الوقت. عندما جاء الجنود الأتراك، شعرنا بالبهجة والزهو. عانقنا بعضنا وذرفنا دموع الفرح، لأننا تحررنا وقتئذ من الاستبداد اليوناني.
وأضاف تالوغ أن مواطنيه الروم، الذين كان الأتراك يتقاسمون معهم الزاد والطعام والقرى والحقول، قاموا يوم 14 أغسطس/ آب 1974 بجمع الأتراك من سكان القرى والأحياء، واقتادوهم إلى معسكرات الاعتقال في ليماسول وسط كلمات بذيئة على الأتراك.
وأردف “بعد سماع المجتمع الدولي بأحداث تلك المذبحة، قررت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام وبضغط من الرئيس المؤسس لقبرص التركية، رؤوف دنكطاش، نقل سكان قريتنا إلى شمال الجزيرة (حيث الغالبية التركية). عندما وصلنا رأينا الأعلام التركية ترفرف خفاقة في السماء. بكينا بكاءً شديدًا من الفرح وبدأنا بتقبيل الأرض”.
وزاد: جاء الجنود الأتراك إلى الجزيرة لحمايتنا وإنقاذ أرواحنا، وتحقيق السلام والعدل. زإذا خرجت القوات التركية من الجزيرة فسوف يعيد الروم الكرة.
وتابع: أنا أؤيد نموذج حل الدولتين في قبرص لعدم تحقيق تقدم في المفاوضات بسبب تعنت الجانب الرومي.
من جهتها، قالت جاله تالوغ، من جمعية أسر الشهداء، إنها عاشت الأحداث التي شهدتها قبرص قبل وبعد عملية السلام العسكرية.
وأضافت تالوغ لمراسل الأناضول، أنهم فرحوا فرحًا عظيمًا بدخول القوات المسلحة التركية إلى قبرص، مشيرة أن العملية العسكرية أنقذت آلاف الأتراك في الجزيرة من التهجير والقتل.
ولفتت تالوغ إلى أنها فقدت العديد من أقاربها بسبب الاعتداءات التي شنها المتطرفون الروم على الأتراك في الجزيرة.
وختمت قائلة: أغار القبارصة الروم على منازلنا في 14 أغسطس/ آب 1974. أخذوا أعمامي وأحد أشقائي وذهبوا. أخفينا والدي وأخي الأصغر في حظيرة. منذ ذلك اليوم، لا نعلم أي شيء عن أعمامي وشقيقي. عبدها عبرنا إلى الشمال لنستظل بالعلم التركي. لن ننسى الانتهاكات التي تعرضنا لها في تلك الأيام ما حيينا.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا أطلقت عملية السلام العسكرية في جزيرة قبرص، بتاريخ 20 يوليو/ تموز 1974، بعد أن شهدت الجزيرة انقلابا عسكريا قاده نيكوس سامبسون، ضد الرئيس القبرصي مكاريوس الثالث، في 15 يوليو من العام نفسه.
وجرى الانقلاب بدعم من المجلس العسكري الحاكم في اليونان، فيما استهدفت المجموعات المسلحة الرومية سكان الجزيرة من الأتراك.
وبدأ الجيش التركي عملية عسكرية ثانية في 14 أغسطس / آب 1974، ونجحت العمليتان في تحقيق أهدافهما.
وفي 13 فبراير/ شباط 1975، تم تأسيس “دولة قبرص التركية الاتحادية” في الشطر الشمالي من الجزيرة، وتم انتخاب رؤوف دنكطاش رئيسا للجمهورية التي باتت تعرف منذ 15 نوفمبر/ تشرين الثاني 1983 باسم “جمهورية شمال قبرص التركية”.