“تيما” التركية: التصحر يؤثر على حياة ملياري شخص حول العالم
“تيما” التركية: التصحر يؤثر على حياة ملياري شخص حول العالم
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
أكدت المؤسسة التركية لمكافحة تآكل التربة وإعادة التشجير وحماية البيئات الطبيعية (تيما)، إن التصحر يؤثر على حياة ما يقرب من ملياري شخص حول العالم ويحول الناس إلى “مهاجرين بيئيين”.
جاء ذلك في حديث أدلت به للأناضول دنيز أتاتش، الرئيس التنفيذي لتيما، بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف، الذي يُحتفل به في 17 يونيو/ حزيران من كل عام.
وفي معرض حديثها، أشارت أتاتش إلى أن تدهور الأراضي الزراعية يتسبب في انخفاض إنتاج الغذاء بنسبة 11 بالمئة.
وأوضحت أن المناطق القاحلة لديها نظم بيئية هشة، وستعاني أكثر من غيرها بسبب تغير المناخ، ومن المتوقع أن يزداد ويتفاقم الجفاف في هذه المناطق.
وأصافت: “12 مليون هكتار من الأراضي الزراعية تتدهور سنوياً بسبب التعرية، والإدارة غير السليمة للتربة، والاستخدام المفرط للأسمدة الكيماوية، واستخدام المبيدات للأغراض الزراعية، والري المفرط والتلوث”.
وتابعت: “مع تدمير الغابات المطيرة، بدأت المناطق الاستوائية ذات المناخ الرطب تواجه خطر التصحر حتى في هذا المناخ الرطب يؤثر التصحر على حياة ما يقرب من ملياري شخص، ويقلل من رفاهيتهم وغذائهم، ويحول الناس إلى مهاجرين بيئيين”.
ورداً على سؤال حول الخطوات التي ينبغي اتخاذها للتخفيف من حدة التصحر والجفاف، قالت أتاتش إن الأولوية هي منع تدهور الأراضي، والبدء الفوري في أنشطة الاستعادة، وتوسيع الممارسات الزراعية المستدامة.
كما أشارت إلى أن الأمم المتحدة أعدت تقريرًا حول استعادة النظام البيئي للناس والطبيعة والمناخ بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف لهذا العام.
وأعلنت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أن شعار اليوم العالمي لهذا العام هو “اصلاح النظم الأيكولوجية. الأراضي. التعافي. أرض سليمة لإعادة البناء على نحو أفضل”.
** ترميم الطبيعة
وأشارت أتاتش إلى أن “أعمال الترميم ومنع تدمير الأراضي والغابات مهمة أيضًا كجزء من مكافحة فقدان التنوع البيولوجي وتغير المناخ بالإضافة إلى الحد من آثاره”.
وأكدت أن درجة الحرارة العالمية أعلى بالفعل بأكثر من 1 درجة مئوية مما كانت عليه في حقبة ما قبل الصناعة، وأن الأنهار الجليدية على القطبين تستمر في الذوبان، مشيرة إلى أن أعمال الإصلاح تعتبر ضرورية لاستعادة مستوى الاحتباس الحراري العالمي الذي تم تجاوزه.
وأضافت “من المتوقع أن تقلل أعمال الترميم، التي ستنفذ على 15٪ فقط من الأراضي المتدهورة في العالم، من فقدان الكائنات بنسبة 60٪”.
وتطرقت إلى جهود تيما المستمرة في هذا المجال، حيث تعمل المؤسسة في خمسة مجالات رئيسية في الغابات، وسياسات المناصرة والبيئية، والتنمية الريفية، والتعليم والتنظيم، والعمل التطوعي.
وأضافت أن تيما تنفذ حاليا مشروعين مهمين، أحدهما “غابات خيرالدين كاراجا” للنمو الطبيعي القديم، الذي تم إطلاقه لتحديد ورسم خرائط للغابات القديمة في منطقة البحر الأسود في تركيا.
وتم تسمية المشروع على اسم خيرالدين كاراجا، مؤسس تيما، الذي كان يُعرف أيضًا باسم (الجد الأرض) الذي توفي عام 2020 عن عمر ناهز 97 عامًا.
كما تعمل المؤسسة في مشروع آخر يحمل اسم “نهاد غوكييت للتنوع البيولوجي” الذي تم إطلاقه لزيادة الوعي العام وتقليل فقدان التنوع البيولوجي الذي يسببه الإنسان.
يذكر أن مؤسسة تيما تأسست عام 1992، وتعد رائدة التوعية البيئية في البلاد، وتركز على الحفاظ على الطبيعة من خلال مكافحة التعرية وتنفيذ مشاريع التشجير