متحف إسطنبول للألعاب يعود بزواره إلى سنوات الطفولة
متحف إسطنبول للألعاب يعود بزواره إلى سنوات الطفولة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
يستقطب متحف إسطنبول للألعاب اهتمام الزوار، ويوفر لهم رحلة إلى سنوات الطفولة، من خلال عرضه مجموعة واسعة من الألعاب يرجع بعضها للقرن الثامن عشر.
وتضم معروضات المتحف الذي أسسه الشاعر والكاتب والصحفي والممثل المسرحي التركي سوناي أقين (52 عاما) قبل 16 عاما، مجموعة ألعاب واسعة اشتراها على مدى 20 عاما مما يفوق 40 بلدا.
وفي حديثها لمراسل الأناضول، قالت مديرة المتحف بلكين أقين، زوجة سوناي، إنه سرعان ما استقطب اهتمام الزوار المحليين والأجانب عند افتتاحه في 23 أبريل/ نيسان 2005.
وأضافت أن تركيا تحتفل في 23 أبريل من كل عام بعيد “الطفولة والسيادة الوطنية”، وهو ما أهداه مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك لأطفال العالم، لذلك وقع الاختيار على هذا اليوم من أجل افتتاح المتحف.
وأشارت إلى أن الألعاب تعد وسيلة مهمة لسرد التاريخ، قائلة إن زوجها لديه شغف كبير بالتاريخ، وأراد روايته بلغة الألعاب.
وتابعت: “اليوم لدينا في المتحف ألعاب يعود بعضها للقرن الثامن عشر. وهي تروي لنا قصصا وحكايات من التاريخ”.
وعن فكرة التأسيس، قالت إن الشاعر سوناي أعجب جدا بمتحف الألعاب في مدينة نورنبرغ الألمانية، خلال زيارته له أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وبعدها نضجت فكرة إنشاء متحف للألعاب في إسطنبول.
وأوضحت أنه عام 2005، كان عدد المتاحف الخاصة في تركيا منخفضا، وأن معظمها يعود لشركات ومؤسسات كبرى، مشيرة أن فكرة تأسيس متحف من هذا القبيل، كانت حلما بالنسبة للشاعر سوناي.
ولفتت إلى أن إنشاء المتحف تم بطريقة تمكن الزائر من الحصول على أكبر قدر من المعلومات خلال الزيارة، إذ نولي أهمية كبرى للتواصل بشكل مستمر مع الزائر.
وتردف أنه لهذا السبب، عمل سوناي على التعاون مع المصمم المسرحي التركي أيهان دوغان، أثناء تصميم وتنفيذ أعمال إنشاء المتحف.
كما أشارت إلى أن كل غرفة في المتحف تحكي قصة مختلفة، قائلة: “الألعاب لها مكانة مهمة في حياة الإنسان. للأسف عائلات كثيرة تشتري الألعاب للأطفال لفترة معينة، وبعدها يتم التخلص منها رغم أنها مفعمة بالذكريات”.
واعتبرت أقين، أنه “بعد تأسيس سوناي هذا المتحف، تغير مفهوم الألعاب في مجتمعنا، وأعتقد أن الناس بدأوا ينظرون إلى الأشياء القديمة في أيديهم من منظور مختلف”.
وذكرت أن الألعاب رافقت بشكل واضح الأحداث والتطورات الاجتماعية، “على سبيل المثال، عندما يتجول المرء في غرفة الحرب ويدقق النظر في الألعاب المتعلقة (بذلك) يستطيع رؤية ألعاب هتلر المنتجة قبل فترة طويلة من الحرب العالمية الثانية”.
وأكملت: “ما أريد قوله هو أن الأطفال لعبوا بألعاب هتلر قبل أن يصبحوا فيما بعد جنودا له. هذا المثال يمكن تطبيقه أيضا على مركبات الفضاء وغيرها من التطورات التي من شأنها المساهمة في إيجاد تصورات معينة لدى الأطفال وبناء أحلامهم”.
ولفتت إلى أن المتحف يضم أكثر من 4 آلاف لعبة، وأن العدد قابل للارتفاع بشكل مستمر، مبينة: “لدينا ألعاب يرجع بعضها للقرن الثامن عشر، تم إنتاجها في العديد من البلدان، وخاصة ألمانيا واليابان والولايات المتحدة. لقد استقطبت هذه الألعاب وغيرها اهتمام الزوار المحليين والأجانب ووفرت لهم أحاسيس جميلة أعادتهم إلى سنوات الطفولة”.
وختمت أقين حديثها بأن إدراج الألعاب في قائمة المعروضات بالمتحف يخضع لمعايير محددة، أبرزها جودة الإنتاج والتصميم ونطاق الانتشار، وأن تكون ذات فائدة معينة وتمتلك خصائص سرد التاريخ ونقله إلى الأجيال القادمة.