إسطنبول.. روحانيات رمضان حاضرة بصلوات الجماعة
إسطنبول.. روحانيات رمضان حاضرة بصلوات الجماعة
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
على الرغم من مرور شهر رمضان المبارك للعام الثاني على التوالي في ظل انتشار جائحة كورونا، إلا أنه لا يخفي روحانيات الشهر الكريم، وخاصة في وقت صلوات الجماعة بالجوامع والمساجد.
ويسعى الصائمون بأداء الصلوات بالجوامع، إلى استعادة روحانيات الشهر الكريم، حيث أن التدابير المتخذة لمكافحة الوباء جعلت دولا إسلامية عديدة تمنع صلاة التراويح وموائد الرحمن وفعاليات أخرى.
وتعتبر الجوامع والمساجد في تركيا مقصدا روحانيا هاما خلال شهر الصوم، وله أبعاد اجتماعية وأجواء عائلية، حيث يجتمع الأصدقاء مع بعضهم البعض من أجل أداء الصوات.
كما تعتبر الجوامع في تركيا وخاصة التاريخية منها، مركزا روحيا هاما ومكانا للصلاة والقيام والإفطار الجماعي أيضا، لكن الجائحة فرضت تدابير جديدة ألغت كثيرا من هذه المظاهر، بسبب حظر التجوال.
** صلاة وروحانيات
وخلال أوقات الحظر في مدينة إسطنبول، يسمح للمصلين بأداء صلاة الجماعة في الجوامع المنتشرة في الأحياء السكنية، والانتقال إليها سيرا على الأقدام فقط دون أداء صلاة التراويح.
كما يمكن للصائمين أداء صلاة الجمعة أيضا بتطبيق الشروط السابقة بالانتقال للعبادة سيرا على الأقدام دون استخدام وسائل النقل والمركبات الخاصة.
وقبيل أداء الصلوات وخلالها يكثر الصائمون من تلاوة آيات من القرآن الكريم، ورفع الأيادي إلى السماء للدعاء إلى الله عز وجل من أجل قبول الصيام والصلاة والقيام والعبادة.
وترتفع أيادي المسلمين المتواجدين في إسطنبول القادمين من شتى بقاع الأرض متضرعين إلى الله بأن يزيل الهم والكربات عن كافة البلاد، بعد أن تحولت إسطنبول إلى قبلة للمسلمين من كل بقاع العالم.
** تلاوة القرآن
وجرت العادة في الشهر الفضيل، ختم القرآن الكريم تلاوة في الجوامع، وهو ما يعرف في تركيا بـ”المقابلة”، وهو ختم تلاوة القرآن الكريم جماعيا بحضور الحاضرين من المصلين والصائمين.
وتجري في الجوامع التركية عامة تلاوة القرآن وفق “المقابلة”، وهي ختم القرآن الكريم بتلاوة القارئ بصوت مسموع لجماعة من الحاضرين الذين بدورهم يتابعون التلاوة من المصحف الشريف.
وفي كل يوم من أيام الشهر المبارك، يتلى جزء كامل من القرآن الكريم، وصولا إلى ختمه نهاية الشهر، وما يرافقه بعد ذلك من دعوات لله عز وجل، بقبول التلاوة والطاعة والعمل في رمضان.
وخلال العام الحالي، تشهد الجوامع التركية فرحة إجراء “المقابلة”، من خلال تلاوة القرآن في الجوامع قبل الظهر، وحضور عدد كبير من المصلين قاصدين روحانيات فقدوها مع غياب بهجة التراويح.
** صلاة الجمعة
ويسعى أيضا الصائمون والمصلون إلى تعويض الروحانيات التي غابت في ظل تفشي كورونا، عبر التوافد بشكل مكثف لأداء صلاة الجمعة في الجوامع، وخاصة الجوامع المركزية والتاريخية.
وجامع “السلطان محمد الفاتح” الشهير، الواقع في “حي الفاتح” بقلب إسطنبول، يعتبر من أكثر الجوامع التي تستقطب المصلين الأتراك ومن الجاليات المسلمة في مختلف أوقات الصلوات.
ويمتاز الجامع بموقعه المركزي ومكانته المعنوية لدى المسلمين، وبقدمه، وبقربه من الأحياء القديمة لإسطنبول، ووقوعه في الحي المفضل لدى المسلمين، وسهولة الانتقال إليه.
وتشهد صلوات الجماعة في الجامع إقبالا كبيرا من قبل المصلين الذين يقضون أوقاتهم بين تلاوة القرآن والدعاء، أو الجلوس في باحة الجامع وحدائقه، والاستمتاع بالأجواء الروحانية قبل الصلاة وبعدها.
وكذلك صلاة الجمعة في الجامع تشهد إقبالا كبيرا وتوافدا من المصلين، حيث يمتلئ المسجد من الداخل والخارج بالمصلين المتبعين للإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي أثناء الصلاة.
ومن جماليات جامع “الفاتح” والجوامع المركزية التاريخية بتركيا، تجاور المسلمين ووقوفهم صفا واحدا، يجمع المواطنين الأتراك وأبناء الجاليات العربية والمسلمة، والسائحين الزائرين لتركيا.
كما يقع الجامع بالقرب من الأسواق المركزية التي تجعل من الصائمين والمصلين، يتجولون فيها لقضاء حاجاتهم الرمضانية، قبيل عودتهم إلى المنزل وصولا إلى وقت الإفطار.
وبهذا يسعى الصائمون لتعويض ما فاتهم من روحانيات، عبر صلوات الجماعة وصلاة الجمعة، متأملين قربا من الله وقبولا للصيام والصلاة والعمل والطاعة.