قرار بايدن ليس صادمًا.. مواقف الولايات المتحدة عدائية لا تنم عن تحالف
قرار بايدن ليس صادمًا.. مواقف الولايات المتحدة عدائية لا تنم عن تحالف
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
تشير التقديرات إلى أن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أعلن فيه إطلاق وصف “الإبادة الجماعية” على أحداث 1915 أو ما يعرف بمزاعم الأرمن، لم يكن بالأمر الغريب أو المفاجئ.
من خلال تتبع مواقف الولايات المتحدة طيلة الـ60 أو الـ70 سنة الماضية، يتضح أنها لم تتصرف أبدًا بدافع الحليف في تعاملها مع تركيا، بل طالما تعاملت معها بدافع العداوة
أدارت الولايات المتحدة انقلابات أطاحت بحكومات شرعية منتخبة في تركيا، ودعمت منظمات إرهابية تهدد تركيا وأمنها القومي، فضلًا عن دعمها المؤامرات المالية والمصرفية التي تستهدف الاقتصاد التركي.
منذ انقلاب مايو /أيار عام 1960، مرورًا بالعديد من الأحداث، كانت الولايات المتحدة تقف بجانبٍ مضادّ لتركيا، ولم تكن تتصرف بدافع الحليف.
في 5 يونيو/حزيران عام 1964 حينما أرادت تركيا الوقوف إلى جانب قبرص التركية، تلقت تهديدًا واضحًا من قبل الإدارة الأمريكية، حينما كان ليندون جونسون رئيسًا آنذاك، حيث بعث برسالة إلى عصمت إينونو رئيس الوزراء التركي آنذاك، يحذره قائلًا “إذا وجدتم أنفسكم أمام الاتحاد السوفييتي يومًا فلن نكون إلى جانبكم”.
وحينما قررت تركيا التدخل في قبرص لإنقاذ الأتراك عام 1974، سارعت الولايات المتحدة لفرض عقوبات تمثلت في حظر للأسلحة على تركيا.
كذلك الأمر في 2 من أكتوبر/تشرين الأول عام 1992، حينما قامت سفينة حربية أمريكية كانت تشارك بتدريبات لحلف الناتو، بضرب سفينة تركية في بحر إيجة، ليسفر عن ذلك الحادث الذي قيل أنه حدث بالخطأ؛ استشهاد المقدم أركان حرب في البحرية التركية، قدرت غونغوز، إضافة إلى 5 جنود آخرين.
ومن الجدير بالذكر أن غونغوز كان قد شارك في عملية السلام بقبرص التركية عام 1974.
وإلى جانب كل ذلك، ما تقوم به الولايات المتحدة ولا تزال، في شمال شرق سوريا، من دعم للتنظيمات التي تعتبر أذرعة بي كا كا الإرهابية في سوريا، حيث أمدّتهم بآلاف الشاحنات المحمة بالسلاح والعتاد، فضلًا عن الأموال.
أما على صعيد الانقلابات العسكرية، فلم يعد سرًّا أن الولايات المتحدة وقفت وراء جميع مخططات الانقلابات العسكرية في تركيا، منذ انقلاب مايو/أيار 1960، حتى محاولة الانقلاب الفاشلة ليلة 15 يوليو/تموز 2016.
والسبت، وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن، أحداث 1915 بـ”الإبادة” ضد الأرمن، في مخالفة للتقاليد الراسخة لأسلافه من رؤساء الولايات المتحدة في الامتناع عن استخدام المصطلح.
وأكدت وزارة الخارجية التركية، أن بايدن لا يملك الحق القانوني في الحكم على المسائل التاريخية، وتصريحاته عن “الإبادة” المزعومة للأرمن لا قيمة لها.
وتؤكد تركيا عدم إمكانية إطلاق “الإبادة الجماعية” على تلك الأحداث بل تصفها بـ”المأساة” لكلا الطرفين، وتدعو إلى تناول الملف بعيدا عن الصراع السياسي وحل القضية بمنظور “الذاكرة العادلة” الذي يعني التخلي عن النظرة الأحادية إلى التاريخ، وتفهم كل طرف ما عاشه الآخر، والاحترام المتبادل لذاكرة الماضي لكل طرف.