أردوغان يطالب المجتمع الدولي بدعم إجراء الانتخابات في ليبيا
أردوغان يطالب المجتمع الدولي بدعم إجراء الانتخابات في ليبيا
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المجتمع الدولي لتقديم “دعم صادق” إلى ليبيا، لإجراء الانتخابات في موعدها المقرر.
جاء ذلك الإثنين، في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، في أنقرة.
وأعرب أردوغان عن سعادته البالغة باستضافة الدبيبة ووزراء حكومته في أنقرة.
وأشار إلى أن زيارة الوفد الليبي رفيع المستوى التي وصفها بـ”التاريخية” تأتي عشية شهر رمضان المبارك، راجيا من الله أن تكون وسيلة خير لكلا البلدين.
كما تقدم أردوغان بالتهاني لسائر العالم الإسلامي بحلول الشهر الفضيل.
ولفت الرئيس أردوغان إلى عقد الاجتماع الأول لمجلس التعاون رفيع المستوى بين تركيا وليبيا بنجاح، بعد تعذر التئامه عقب تأسيسه عام 2014 بسبب الاضطرابات في ليبيا.
وأشار إلى أنه جرى خلال المباحثات التأكيد على الرغبة المتبادلة في الارتقاء أكثر بالتضامن والتعاون بين البلدين.
-نبني مستقبلنا عبر القوة التي نستمدها من تاريخنا المشترك
ولفت الرئيس أردوغان إلى وجود علاقات متينة ومتجذرة تمتد لأكثر من 500 عام تربط بين البلدين.
وأضاف: “بصفتنا شعبين صديقين وشقيقين تربطهما أواصر القربى، اشتركنا في وحدة مصير على مدار قرون من أجل وجودنا.. وخضنا كفاحا ضد من استهدفوا سيادتنا كجسد واحد”.
واستشهد الرئيس أردوغان ببطولات شخصيات تاريخية من كلا الشعبين من أمثال مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية التركية الذي تواجد في ليبيا عندما كان ضابطا في الجيش العثماني لتنظيم المقاومة ضد الاحتلال الايطالي) ورفاقه، والمناضل الليبي عمر المختار الملقب بأسد الصحراء الذي اصبح رمزا لمقاومة الاستعمار.
وأضاف: “نبني مستقبلنا عبر القوة التي نستمدها من تاريخنا المشترك”.
وتطرق الرئيس أردوغان إلى دعم تركيا للحكومة الشرعية في ليبيا ومساندتها في صد عدوان مليشيا الجنرال الانقلابي خليفة حفتر على العاصمة طرابلس.
ولفت إلى أن تركيا سارعت لمساعدة الليبيين تلبية لدعوة من الحكومة الشرعية المعترف بها من قبل الأمم المتحدة، عندما اتخذت الهجمات على طرابلس أبعادا خطيرة.
وأشار إلى أن تركيا كانت الدولة الوحيدة التي لبت نداء حكومة الوفاق الوطني للمجتمع الدولي من أجل المساعدة.
وأضاف: “بينما وقفنا نحن إلى جانب الحكومة الشرعية، واصل آخرون دعم الانقلابي حفتر وتسليحه”.
وقال أردوغان: “دعمنا لليبيا حال دون سقوط طرابلس ومنع ارتكاب مجازر جديدة وضمن وقف إطلاق النار”.
وأردف: “الذين وقفوا إلى جانب الانقلاب والانقلابيين في ليبيا عوضا عن الحق والعدالة والشرعية شركاء في المجازر”.
وأردف: “الجرائم التي ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي ارتكبها الانقلابيون تكشفت واحدة تلو الأخرى مع مرور الوقت، والمقابر الجماعية التي عثر عليها في ترهونة شاهدة على فترة الاحتلال”.
وتابع: “هدفنا الرئيسي يتمثل بالحفاظ على سيادة ليبيا ووحدتها السياسية وسلامة أراضيها ورفاه شعبها”.
وأكد أن تركيا ستواصل دعم حكومة الوحدة الوطنية الليبية كما فعلت مع الحكومات الشرعية السابقة.
ومضى قائلا: “أولويتنا من الآن فصاعدا أن تعم صلاحية وسيادة حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا سائر أنحاء البلاد”.
وشدد الرئيس أردوغان على أن تركيا تكن المحبة لليبيا كلها من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها.
كما لفت إلى أن الدعم التركي أفسح الطريق أمام عقد مؤتمر برلين، وأحيا المسار السياسي لحل الأزمة في ليبيا، مشيرا إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بنتيجة تلك الجهود.
كما أكد الرئيس أردوغان ضرورة توحيد المؤسسات والقوات المسلحة والمضي قدما في مسار الوفاق الوطني.
وأضاف: “أدعو المجتمع الدولي إلى تقديم دعم صادق إلى ليبيا لتنظيم الانتخابات في موعدها المقرر”.
وقال: “أتمنى أن تنتهي مرحلة استغلال الصراع لتحقيق مكاسب تتعارض مع مصالح الليبيين عبر مساندة أطراف غير شرعية”.
من ناحية أخرى تطرق الرئيس أردوغان إلى ملف شرقي البحر المتوسط.
وأكد أن تركيا لطالما نظرت إلى البحر المتوسط كحوض للسلام والرخاء.
ونوه أن مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا بشأن مناطق الصلاحية البحرية ضمنت المصالح الوطنية لكلا البلدين
ولفت إلى أن الدبيية أكد مجددا أن مذكرة التفاهم تتماشى مع المصالح الوطنية لليبيا خلال المباحثات التي تناولت أيضا سبل تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية ولا سيما الاستثمارات.
وتابع: “علينا من الآن فصاعدا أن نركز على تضميد الجراح في ليبيا وإعادة الإعمار والتنمية ورخاء أشقائنا الليبيين”.
ولفت إلى أن تركيا ومن خلال بنيتها المؤسساتية الراسخة وقطاعها الخاص القوي ستقدم مختلف أنواع الدعم فيما يتعلق بالبنية التحتية والفوقية وإعادة الإعمار في ليبيا.
وقال: “توصلنا إلى تطابق في الرؤى حيال الخطوات التي من شأنها تسريع عودة القطاع الخاص التركي إلى ليبيا”.
وأشار إلى أنه سيتم بحث هذه المواضيع بشكل موسع خلال اجتماع الدبيبة مع رجال أعمال أتراك الثلاثاء.
ومضى قائلا: “سنقدم بسرعة على الخطوات التي من شأنها الارتقاء أكثر بالتعاون بين البلدين في مجالات الطاقة والصحة والتمويل والإدارات المحلية والتعليم والثقافية”.
من ناحية أخرى، لفت الرئيس أردوغان إلى أن تركيا ستسلم ليبيا 150 ألف جرعة من لقاح كورونا اعتبارا من غد الثلاثاء.
كما نوه أن تركيا ستشارك خبراتها في مكافحة كورونا مع ليبيا على وجه السرعة بما في ذلك موضوع الأدوية، وأنها ستقوم بتشغيل مشفى للأمراض الوبائية في طرابلس في هذا الإطار.
من جهة أخرى، قال الرئيس أردوغان إن تركيا تخطط لإعادة فتح قنصليتها العامة في بنغازي عندما تتهيأ الظروف المناسبة.
وأكد أن تركيا ستواصل دون انقطاع دعم جهود إعادة هيكلة الصناعات الدفاعية لليبيا وأجهزتها العسكرية والأمنية.
وأضاف: “سنواصل معا بذل جهودنا من أجل ليبيا التي تنعم بالسلام والاستقرار والازدهار”
وفي الختام أعرب أردوغان عن تمنياته بأن تسود أجواء السلام التي يتوق إليها الليبيون في بلادهم بأسرع وقت ممكن، وجدد شكره للدبيبة الذي وصفه بالأخ العزيز والوفد المرافق على زيارتهم لتركيا.