التبادل الطلابي.. تعاون واعد بين تركيا وقطر
التبادل الطلابي.. تعاون واعد بين تركيا وقطر
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
تشهد العلاقات التركية القطرية بين الشريكين الاستراتيجيين تنامياً كبيراً في كافة المجالات، فيما يأتي مجال واعد ليشمله ذلك التنامي وهو “التبادل الطلابي والأكاديمي”.
وبدأت جامعات قطرية في توفير منح للطلاب الأتراك سنوياً للدراسة باللغة العربية.
وعن هذا النوع من التعاون، قال السفير التركي لدى الدوحة مصطفي كوكصو: “قمنا بعدد من المبادرات مع المسؤولين في قطر لتوفير منح دراسية للطلاب الأتراك من أجل الدراسة في جامعات قطر”.
** تعزيزاً للعلاقات المتنامية
وفي حديثه للأناضول، أضاف كوكصو أن “هذه الخطوة تأتي تعزيزاً للتعاون المتنامي بين البلدين في كافة المجالات”، مشيرا أن التعليم من أهم المجالات الاستراتيجية للتعاون بين البلدين.
وكشف السفير التركي في هذا الاطار أنه “بعد المباحثات مع رئيس جامعة قطر حسن الدرهم، قررت إدارة الجامعة منح 30 طالباً تركياً كل عام الدراسة فيها باللغة العربية في كل التخصصات”.
وأوضح كوكصو أن “التقديم للمنح وتنظيم جلب الطلاب سيكون بالتعاون مع وقف المعارف التركي”.
وفي هذا السياق، أشار إلى أن “هذا التعاون أنجز بمباركة ودعم أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني”.
وذكر السفير أن “هناك مباحثات مع جامعة لوسيل (خاصة) لتوفير مقاعد للطلاب الأتراك لدراسة الحقوق فيها كمنحة”.
** تعزيز التعاون الثقافي وبناء جسور العلاقات
من جانبه قال حسن بن راشد الدرهم، رئيس جامعة قطر، إنَّ “الجامعة تحرص على استمراريَّة علاقات الصداقة والأخوَّة والتعاوُن الثُنائِي بين قطر وتركيا الشقيقة في كافَّة المجالات”.
وفي حديثه للأناضول، أضاف أنه “نظرًا لأهمية اللغة العربيَّة وسعينا الدائم لتطوير مستوى إجادتها لدى الطلبة الدوليين، فقد خصَّصت جامعة قطر 30 منحة دراسيَّة للطلبة الأتراك للدراسة بالعربيَّة في كلياتها الجامعيَّة للحصول على درجة البكالوريوس، وذلك وفقًا لمعايير القبول المعمول بها لدينا، واعتبارًا من العام الدراسي القادم 2021 /2022”.
وأشار الدرهم إلى أن أوجه التعاون والشراكة الحاليَّة بين دولة قطر وشقيقتها تركيا وصلَت إلى أعلى المستويات، “سواءً في التعاون التجاري أو العسكري أو غيرها من المجالات التي تسعى كُلٌ من الدولتين إلى تعزيزها، إلا أنَّ الاهتمام بالتعاون الثقافي والعلمي لا زالَ دون مستوى الطموح”.
وفي هذا الإطار، لفت إلى أن “المنحة الدراسية تأتي لتعزيز عُرى التعاون الثقافي ولبناء جُسور العلاقات على المستوى الشعبي من خلال تعليم اللغة العربيَّة للأخوة الأتراك، كما نأمل أن تُعزَّز الثقافة التركية في مجتمعنا القطري عن طريق تعلُّم اللغة التركيَّة العريقة”.
** الاستثمار في الإنسان
بدوره، قال رئيس وقف المعارف التركي، بيرول أكغون، إن “العلاقات التركية القطرية تطورت في المجالات الاقتصادية والسياسية الأمنية وتأسست قاعدة تاريخية قوية في السنوات الأخيرة بين البلدين”.
وفي حديثه للأناضول، أضاف أنه “من الضروري المساهمة في تعميق تلك العلاقة التي تلعب دوراً حاسماً في أمن وسلام المنطقة من خلال تطوير العلاقات في مجال التعليم من أجل تعزيز التعارف وتبادل الثقافات”.
وتابع أكغون أن “وقف المعارف أُسس بهدف تحسين العلاقات في مجال التعليم، وبالتالي يستهدف تطوير العلاقات مع الجامعات في قطر”.
وأوضح أيضاً أنه “بتوجيه من سفيرنا في الدوحة، عقدنا اجتماعات مهمة مع مسؤولي جامعات قطر وحمد بن خليفة ولوسيل”.
وأكمل: “اتفقنا على أن عددًا معينًا من الطلاب سيتم إرسالهم عبر وقف المعارف ليدرسوا في هذه الجامعات بمنح دراسية”.
ولفت إلي أن “الوقف ينمو بسرعة عبر امتلاكه 332 مدرسة وجامعة و12 مركزًا تعليميًا وأكثر من 40 ألف طالب في 43 دولة”.
وقال: “نحن نهتم حقًا بهذا التعاون التعليمي مع قطر ونعتقد أنه سيضيف أبعادًا وعمقًا جديدًا للعلاقات بين البلدين”.
وبين أكغون أن “الاستثمار في الأفراد هو الأكثر استراتيجية وسيظهر تأثيره بقوة على المدى الطويل.. نؤمن بأن تعليم طلابنا سيساهم أيضًا بتطوير العلاقات متعددة الأوجه بين تركيا والعالم العربي”.
** خدمة الإنسانية عبر التعليم
بدوره، قال عضو مجلس أمناء وقف المعارف، سليم جراح، إن الوقف يعمل على بناء الإنسان الجيد في كل أنحاء العالم، ويقدم تلك الخدمة للإنسانية عبر التعليم.
وأضاف للأناضول أن “العلاقات القائمة بين تركيا وقطر متجذرة في مستقبل مشترك وتستمر بقوة وإرادة كبيرة”.
وتابع: “وفي الأساس، نولي أهمية لتعليم شعبنا المنفتح على العالم ومعرفة اللغات والثقافات الأخرى، فضلاً عن توفير فرص التعليم لتربية الأشخاص الجيدين في جميع أنحاء العالم”.
“نعمل أيضاً لأجل مستقبل مشرق لتركيا عبر مفهوم: كل طالب ينفتح علي العالم مرتبطاً بقيمه هو مكسب كبير لبلادنا”، حسب ما أكمل جراح.
وأنشأت تركيا عام 2016 وقف “المعارف”، ليتولى إدارة المدارس التي كانت مرتبطة بتنظيم “غولن” الإرهابي في الخارج، ولينشئ مدارس ومراكز تعليمية جديدة بمختلف دول العالم.