تشاووش أوغلو: أجواء إيجابية في علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي
تشاووش أوغلو: أجواء إيجابية في علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي
شبكة أخبار تركيا للناطقين باللغة العربية :
قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن “أجواء إيجابية” تخيم على علاقات بلاده مع الاتحاد الأوروبي، بفضل “خطوات جيدة” أقدم عليها الاتحاد.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الألماني هايكو ماس في العاصمة التركية أنقرة.
وقال تشاووش أوغلو في هذا السياق: “علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي دخلت أجواء إيجابية بفضل الخطوات الجيدة التي أقدم عليها”.
ولفت تشاووش أوغلو إلى أن مخرجات القمة الأوروبية في ديسمبر/كانون الأول الماضي، رغم أنها لم تكن مرضية تماما بالنسبة لتركيا، إلا أن أنقرة اعتبرتها مؤشرا ايجابيا، وأنها بدورها تجاوبت مع ذلك.
يشار إلى أن الزعماء الأوروبيين خلال قمتهم في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، طلبوا من المفوضية الأوروبية إعداد تقرير للقمة المقبلة (في مارس/ آذار) عن وضع العلاقات التركية الأوروبية والخيارات عن كيفية المضي بها قدما.
وشدد تشاووش أوغلو على ضرورة أن يفضي الحوار الإيجابي إلى خطوات ملموسة، وأن تتجنب دول الاتحاد تسميم الأجواء الإيجابية.
وأوضح أن تركيا تنظر بواقعية للعلاقات مع بروكسل ولا تتوقع الشروع مباشرة في فتح فصول تفاوضية جديدة فيما يتعلق بمسيرة انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي.
ولفت إلى أن ذلك بسبب عدم رغبة الاتحاد بالمضي قدما في مفاوضات الانضمام، وليس لأن تركيا لا ترغب بذلك، مشيرا إلى أن الاتحاد يعاني من مشاكل فيما يخص سياسات التوسعة.
واستدرك أنه يمكن الاقدام على خطوات ملموسة من قبيل إلغاء تأشيرات الدخول للمواطنين الأتراك، كما تعهد بذلك الاتحاد من قبل، وتحديث اتفاق 18 مارس/آذار 2016 بشأن ملف المهاجرين غير النظاميين، بالإضافة لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، واتخاذ خطوات ملموسة أكثر فيما يخص التعاون في مكافحة الإرهاب.
كما أشار إلى أهمية استمرار التعاون في القضايا الاقليمية، مشيرا إلى أنه أطلع نظيره الألماني على آخر المستجدات بسوريا.
من ناحية أخرى، أكد أن الجانبين سيواصلان معا دعم المسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة في ليبيا.
وأشار تشاووش أوغلو أنه سيزور بروكسل يومي 21-22 يناير/كانون الثاني الحالي، وسيجري مباحثات موسعة مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
– المحادثات الاستكشافية بين تركيا واليونان
كما تطرق تشاووش إلى العلاقات بين تركيا واليونان، مشيرا أن أنقرة مستعدة دائما للحوار مع أثينيا، دون شروط مسبقة.
وأشار إلى أن الجولة الـ 61 من المحادثات الاستكشافية بين البلدين، ستنطلق في 25 يناير/كانون الثاني في إسطنبول.
واستنكر تشاووش أوغلو تصريحات أثينا حول أن اليونان ستبحث فقط مسألة شرق المتوسط ومناطق الصلاحية البحرية، مشيرا أن هذه المقاربة ليست ذات جدوى.
وشدد على أن هناك مواضيع خلافية كثيرة بين تركيا واليونان، وأن المحادثات الاستكشافية لا يمكن أن تقتصر على شرق المتوسط ومناطق الصلاحية.
وشدد أن الجولة الجديدة من المحادثات الاستكشافية ستناقش نفس المواضيع التي تم تناولها في الجولات الـ 60 الماضية.
وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية بين البلدين عام 2002، من أجل تحضير أرضية لحل “عادل ودائم وشامل” يقبله الطرفان من أجل مشاكل بحر إيجة، وانعقدت آخر جولة منها (رقم 60)، مطلع مارس/ آذار 2016 بأثينا.
وأوضح تشاووش أوغلو أن اليونان تتخذ خطوات تنتهك وضع الجزر منزوعة السلاح (تقوم بتسليحها)، وتقوم بمناورات عسكرية باستمرار.
كما استنكر تشاووش أوغلو تصريحات رئيس أساقفة اليونان أيرونيموس المسيئة للإسلام والمسلمين التي وصف فيها الإسلام بأنه “ليس دين” وأن المسلمين “توسعيون ومحاربون”، حسب زعمه.
ولفت إلى أن تركيا تدرك جيدا هدف اليونان من هذه الخطوات، ألا وهو استفزاز تركيا ومن ثم اللجوء إلى استصدار عقوبات من الاتحاد الأوروبي ضد أنقرة.
وشدد على أن تركيا لا تخشى العقوبات، لكنها في الوقت ذاته لا ترغب في الاستمرار بأجندة سلبية في علاقاتها مع الجانب الأوروبي، معربا عن أمله في أن تتحلى اليونان بالحكمة عوضا عن الاستفزازات.
– العلاقات التركية- الألمانية
وذكر تشاووش أوغلو أنه اتفق مع نظيره الألماني على تفعيل آليات الحوار بين برلين وأنقرة في المرحلة المقبلة.
وأشار تشاووش أوغلو، إلى أن العلاقات الثنائية بين تركيا وألمانيا لم تتراجع رغم ظروف جائحة كورونا.
وأوضح أن العلاقات في كافة المجالات تسير بشكل جيد، بفضل الحوار الوثيق والصداقة بينه وبينه نظيره ماس، وبين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وبيّن الوزير التركي أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ نحو 38 مليار دولار رغم الجائحة، مشيرا أن ألمانيا تأتي في مقدمة البلدان المستوردة من تركيا، وتعد البلد الثاني على قائمة الدول التي تستورد منها تركيا.
ولفت إلى أنه سيتم عقد اجتماعات “لجنة الشراكة الاقتصادية والتجارية” وغيرها من اللقاءات في مجالات أخرى بين البلدين، خلال الفترة المقبلة.
